في يوم 25 فبراير، نشر سعادة سفير الصين لدى العراق السيد تسوي وي مقالة موقعة في جريدة الزمان تحت عنوان ((نتكاتف لتنفيذ مبادرة الأمن العالمي وبناء مستقبل مشرق آمن))، والنص الكامل كالآتي:

تواجه دول العالم اليوم مخاطر وتحديات متعددة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، والمجتمع البشري عالق في معضلات أمنية متعددة غير مسبوقة. أصبح موضوع "أي نوع من مفهوم الأمن يحتاجه العالم، وكيف تحقق دول العالم الأمن المشترك" موضوع العصر أمام الجميع. في هذا السياق، اقترح الرئيس الصيني شي جينبينغ رسميا مبادرة الأمن العالمي التي تتمسك بمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام ، وتدعو إلى مسار أمني جديد يتميز بالحوار بدلا من المواجهة، الشراكة بدلاً من التحالف، الكسب المشترك بدلا من اللعبة الصفرية. تجسد مبادرة الأمن العالمي الجوهر الأساسي لمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وقد لاقت دعما وتقديرا من أكثر من 80 دولة ومنظمة دولية لحد الآن.

في 21 فبراير، أصدر الجانب الصيني رسميًا "ورقة المفاهيم لمبادرة الأمن العالمي" التي تبين المفاهيم والمبادئ الجوهرية للمبادرة، وتوضح الاتجاهات والمنصات والآليات ذات الأولوية للتعاون في إطار المبادرة، وتظهر مسؤولية الصين في الحفاظ على السلام العالمي وعزمها الحازم على حماية الأمن العالمي. تتمتع "ورقة المفاهيم" بتوجه واضح للتصرف ألا وهو الدعم الثابت للدور المحوري الذي تلعبه الأمم المتحدة في الحوكمة الأمنية، وبذل الجهود لتعزيز التنسيق والتفاعل الإيجابي بين القوى الكبرى، والدفع النشط بالتسمية السلمية للقضايا الساخنة عبر الحوار، ومواجهة التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية بفعالية، ومواصلة تعزيز بناء نظام الحوكمة العالمية للأمن وقدرتها. إن الأمن حق لجميع دول العالم ليس حكرا على دولة معينة. أما مبادرة الأمن العالمي، فهي تخدم مصالح جميع شعوب العالم، وتحافظ على سلام ا جميع شعوب العالم تتطلب تضامن وتعاون المجتمع الدولي في دفع تنفيذها سويا.

ستلتزم الصين بالمبادئ الخمسة التي تتمثل في الاحترام المتبادل والانفتاح والاستيعاب وتعددية الأطراف والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتخطيط الشامل، وتعمل على تعزيز التضامن والتعاون مع العراق وغيره من دول العالم من أجل تنفيذ مبادرة الأمن العالمي.  ستلتزم الصين دائما بطريق التنمية السلمية، ولن تسعى وراء الهيمنة أو التوسع أو بسط النفوذ أو الانخراط في سباق تسلح مهما كان مدى تنميتها، بل ستبقى حاميا للسلام العالمي. ستلتزم الصين دائما بدفع عملية الحد من التسلح الدولي ونزع السلاح وعدم الانتشار، ومواجهة التحديات العالمية إيجابيا، والالتزام بالطريق ذي الخصائص الصينية لحل القضايا الساخنة.

لا تستغني تنمية الصين عن بيئة دولية آمنة. في المقابل، لا يتحقق أمن العالم بدون أمن الصين. في الوقت الحاضر، يعمل الشعب الصيني على دفع النهضة العظيمة للأمة الصينية بالنمط الصيني للتحديث تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. تعارض الصين بشدة جميع أشكال الهيمنة وسياسة القوة، وتعارض بشدة عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات، وتعارض بشدة أي تدخل لقوى خارجية في الشؤون الداخلية للصين، وتدافع بحزم عن سيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية والعدالة الدولي. تتطلع الصين إلى التكاتف مع كافة دول العالم لاتباع الاتجاه الذي تشير إليه مبادرة الأمن العالمي، وبناء مستقبل مشرق يسوده السلام والأمن الدائمان.