صفحة رئيسية > العلاقات الصينية العراقية
التطلع للتشارك الصيني العربي في تخطيط التعاون في إطار "الحزام والطريق" في العصر الجديد
2018-07-10 03:12

 

ستعقد الدورة الثامنة للاجتماع الوزراي لمنتدى التعاون الصيني العربي في بجين يوم 10 يوليو، حيث سيحضر الرئيس شي جينبينغ الجلسة الافتتاحية ويلقي خطابا مهما، وسيحضرها أيضا صاحب السمو الأمير الكويتي الشيخ صباح الأحمد الجبار الصباح وممثلوا 21 دولة عربية والأمين العام لجامعة الدولة العربية. يُعد هذا الاجتماع حدثا مهماً آخر في مسيرة العلاقات الصينية العربية بعد حضور الرئيس شي جينبينغ للاجتماع الوزاري السادس للمنتدى عام 2014 وزيارته للسعودية ومصر ومقر جامعة الدول العربية عام 2016. سيقوم الجانبان بالبحث المعمق حول سبل بناء "الحزام والطريق" وتعزيز التعاون الجماعي، بما يرسم سوياً الخطة العريضة للعلاقات الصينية العربية في العصر الجديد.

يرجع التواصل بين الصين والدول العربية إلى زمن بعيد، ويُعد نموذجا يحتذى به. على مدى 2000 سنة، تواصلت الأمتان الصينية والعربية بشكل مستمر براً وبحراً، واستفادت الحضارتان الصينية والعربية من بعضهما البعض، حتى أصبحتا نموذجين مشرقين. منذ منتصف القرن الماضي، تضامن الجانبان الصيني والعربي بإخلاص في نضالهما من أجل التحرير الوطني، وتبادلا الدعم في مسيرتهما لبناء الوطن، مما سجل آيات جديدة للصداقة والتعاون. في عام 2004، تأسس منتدى التعاون الصيني العربي، الذي يجعل العلاقات الصينية العربية تتقدم بـ"المحركين" الثنائي والجماعي، ويدفع التطور المتسارع للتعاون بين الجانبين في كافة المجالات.

أشار الرئيس شي جينبينغ بنظرة شاملة إلى أن الصين والدول العربية شريكا التعاون الطبيعيين في بناء "الحزام والطريق"، فيجب على الجانبين تكريس روح طريق الحرير المتمثلة في السلام والتعاون والانفتاح والشمول والاسفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك، بما يزيد القواسم المشتركة للأمتين في طريقهما إلى النهضة . بفضل التوجيه والإرشاد والدعم من قادة الجانبين، صار للعلاقات الصينية العربية مشهداً جديداً.

خلال السنوات الأربع الماضية، حقق الجانبان الصيني والعربي نتائج مثمرة في التواصل والتعاون المتمحورين حول "الحزام والطريق"، وسجلا نقاط ساطعة كثيرة.

-- خلال السنوات الأربع الماضية، تكثف التواصل الرفيع المستوى بين الجانبين، وفي مقدمته الزيارة الناجحة للرئيس شي جينبينغ الى الشرق الأوسط وزيارات قادة مصر والسعودية والمغرب وفلسطين للصين، الأمر الذي عزز الثقة السياسية المتبادلة وأبقى العلاقات بين الجانبين في المستوى العالي. وقامت الصين بإقامة أو رفع العلاقات الاستراتيجية مع 11 دولة عربية. دعمت الصين جهود الدول العربية في استكشاف الطرق التنموية بإرادتها المستقلة وجهود فلسطين لاستعادة حقوقها الوطنية المشروعة. في المقابل، قدمت الدول العربية دعماً ثميناً للصين في القضايا المتعلقة بمصالحها الحيوية والهامة.

كما توسعت دائرة التعاون العملي الصيني العربي في المجالات الاقتصادية والتجارية والشعبية، حتى غطت مجالات واسعة، من إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء إلى زراعة القطن في الأرض. كما أزدادت آليات المنتدى تنوعاً، إذ يسير أكثر من 10 آليات بشكل فعال، بما فيها الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين ومؤتمر رجال الأعمال ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، الأمر الذي ساهم في تعزيز التشارك الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" من أبعاد وزوايا مختلفة.

-- خلال السنوات الأربع الماضية، وبفضل الجهود المتضافرة والخطوات الرائدة والحثيثة من الجانبين، ترسخت معادلة التعاون " 3+2+1 " المتمثلة في أتخاذ مجال الطاقة كمحور رئيسي والبنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين و3 مجالات ذات تكنولوجيا متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقة الجديدة كنقاط اختراق، كما تقدمت على نحو شامل خطط العمل الأربع القائمة على تعزيز الاستقرار والإبداع في التعاون والمواءمة في مجال الطاقة الإنتاجية وتوثيق عرى الصداقة.

بذل الجانبان الصيني والعربي جهوداً متواصلة لتعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية، مما دفع التعاون في كافة المجالات لتحقيق تقدم جديد. قد وقعت الصين مذكرة تفاهم بشان التشارك في بناء "الحزام والطريق" مع 9 دول عربية ووثيقة التعاون بشأن الطاقة الإنتاجية مع 5 دول عربية. كما قام صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي لاستثمار في البنية التحتية باستثمار في الدول العربية. في عام 2017، بلغ حجم التبادل التجارية الصيني العربي ما يقارب 200 مليار دولار امريكي، بزيادة 11.9% على أساس سنوي؛ وبلغ حجم الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية 1.26 مليار دولار امريكي، بزيادة 9.3% على أساس سنوي.

-- خلال السنوات الأربع الماضية، طور الجانبان الصيني والعربي التعاون في المجالات التقليدية مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة، وتم الارتقاء به إلى مستوى جديد. على سبيل المثال، استخدمت محطة حصيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف بدبي تقنية الحرق الفائقة فوق الحرجة، باعتبارها تقنية متقدمة عالمياً، وساعدت محطة العطارات في تحقيق حلم الأردن بتوليد الكهرباء بالصخر الزيتي، دشن هذان المشروعان الكبيران فصلا جديدا للتعاون الصيني العربي في مجال الكهرباء. بالإضافة إلى ذلك، تتقدم المشاربع الكبرى للبنية التحتية بخطوات حثيثة، مثل المرحلة الثانية لميناء خليفة بالإمارات والسكك الحديدية بمدينة العاشر من رمضان في مصر، الأمر الذي ساعد الدول العربية في تحقيق تخطيطاتها الجديدة للترابط والتنمية. كما تطورت منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري بمصر حتى اصبحت تجمعا صناعيا متكاملا.

يتطور ويتعمق التعاون بين الجانبين عن طريق الابتكار. في هذا السياق، تم افتتاح المركز الصيني العربي لنقل التكنلوجيا وتم إقامة بنجاح المنتدى الصيني العربي لنظام بيدو للملاحة بالاقمار الاصطناعية. ونجحت الصين في إطلاق اول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات، الأمر الذي يعتبر نموذجا ناجحا للتعاون الصيني العربي في مجال الاقمار الاصطناعية للاتصالات. كما لاقى مركز الدراسات الصيني